الجمعة، 11 ديسمبر 2009

العصفور والمطــر-ـ اوراق شعريه
































العصفور .. والمطر!














اوراق شعريه بقلم
ياسر أكرم دودين



الجزء الاول : يوم ان سقطت أوراق الحب ... الاسكندرية ( 80-74) اشعار

الجزء الثاني : حب للزمن الصعب ! عمان (84-80) اشعار

الجزء الثالث : عصفور تحت المطر .. عمان (83-84) حكايه

الجزء الرابع : "" ليالي "" عمان(83-85) اشعار


















اهداء

الى د. علاء الدين كمال

و د. هدى الالفي

.... اللذين كان لتشجيعهما في البدايه .... الاستمرار




























يوم أن سقطت أوراق الحب


الاسكندريه

1979-1980



























عام التضامن والتشطيب !


في وداع عام 1976 ... هذه صورة
كاريكاتوريه من مؤتمر القمه
- أي مؤتمر قمه !! – والمثال هنا مؤتمر التضامن العربي المعقود في نفس العام " بعد مذابح لبنان الاولى"
"بتبويس اللحى !!!
.... ودعناك يا سنة ست وسبعين...
يحيا التضامن العربي !!
ونسينا ..، يا لعارنا
كل جراح الثائرين ...
وتبودلت المقاعد والمجالس ،
- أبو علي .. يمين اليمين ..
وأبو جمال أقصى اليمين ،
وفلان ، في الوسط..
وعلان بعيد .. لأنه
حزين ... حزين !!
































وبدأت الجلسات
..... حضر الصحفيون .... والمصورون
وكل رجال الاعلام ، وخلاصة المتحذلقين ...
.... الابتسامات تتوزع ...
... والمؤتمرون يصطفون ،
... والجميع يقترب و ... يبتعد
يبتعد ... ويقترب
..... لأقصى أقصى اليمين !
وتبودلت الزيارات الثنائيه .... والاجتماعات ،
المشاورات .... وكل الأفانين ...!
وخرج البيان المبدئي ...
، وتلاه البيان الختامي :
- يحيا التضامن العربي
" .... أجهضوا الثورة والثائرين !!! "
- يحيا التضامن العربي
"... افسخوا وحدة المقاتلين !! "
- يحيا التضامن العربي
"- اقبضوا على الشيوعيين ،
لاحقوهم .... احرقوهم ،
اذبحوهم بحد السكين ....
.... لأنهم السبب في حزن الحزين !!!
وانفضت الجلسات ... وتبودلت القبلات ،
فمراسيم الوداع ،
.... ثم السلام الجمهوري ... ،
.... فالملكي المتين .. !
.... واعلنت خطوات التضامن :
- الايمان "!" .. بسم الله رب العالمين !
- التفاؤل ... بالحياة الزاهيه ، وتكذيب كل الجائعين !
- والسلام ... السلام لكل اهل اليمين ... !
ومن أخذ كتابه بيمينه فهو حصين !!
... و .... لتسحب الاسلحه الثقيله لئلا يغضب العدو المبين !
- لا تحرجونا معه .. لا تجرونا الى خصام أو كمين ،
وسنصنع لكم دولة فيها حلوى وفاكهة ،
.... وظلال وارفه ... رطبة ،
" بعيدا عن عنصر التسخين !!
، ... ولتنسوا دماءكم وجراحكم ،
فنحن لا نحب لونها الأحمر !
فهو على قلبنا كالسكين !!!
- يحيا التضامن العربي ...
... يحيا التضامن العربي
امين ....
... امين !!!
ياسر أ. دودين
يناير _1977















أغنيه ...

أذكر كل شىء ..
لم أنس يا صغيرتي ، أي شيء
أذكر همساتنا الاولى
... ودقات قلوبنا ،
وضحكات رسمناها على جدار القمر !
أذكر أسبال عينيك :
تداعب العمر ... والقلب .. ، والوتر !
... وحديثا تبادلناه
: عن لقاء ووعد بألا يطول السفر
... كم كنت تمتقين هذا السفر ،
............ !!
- الغربه مرسومة يا صديقة العمر
على شكل الوجه والعينين ،
وحكايات السهر !
أذكر كل شيء ...
... لم أنس يا صغيرتي أي شيء ...
لم أنس ربيع أحلامنا ،
فأنت ربيعي ...
أنت .. أنت القمر !!!






ياسر أ. دودين
اكتوبر _1977

وعد ...

ويوما ما سألقاك ...
وستعرف عيناي طريقها ... ،
نحو عيناك ...
وسنتكلم ... بدون كلام !!
وستعاتبين ... وتبكين ،
وتبوحين بالشوق ...
فهل أنساك ؟!
... أموت غيرة من هذا القلب
، قلبي الجريح حين يلقاك
تبثينه الشوق ... ويسألك :
عن أيام عاشها ...
ودقاته التي ذابت لرؤياك ...
أنا من بعدك شوق وغربه
... وعيون تتيه للقياك
أنا من بعدك طفل
، يبحث عن وردة تاهت
- فوق شفتاك ... !!



ياسر أ . دودين
اكتوبر _1977






اليك ...

.... في غربتي
.. في وحدتي ... وحزن ربيعي
أتيتيني يا عطر الحب
، تحملين سنابل النور ،
ومفاتيح قلبي المنيع ..
أتيتيني ...
بعد عصور مليئة بالوحشه ، والكأبة
... والجليد الصقيع ...
.................
أذبت بنارك كل الجليد ....
زرعت بسنابلك صحارى البيد ...
دخلت من كل بوابات الحدود ...
..............
لماذا أتيت ؟!
... لماذا أتيت ؟؟
يا عصفورة تدخل من كل الشبابيك والأبواب ... بلا استئذان !
لماذا أتيت ؟
... وقلبي من زمن ، رحل مع مراكب النسيان !
وشد قلوع الوحدة عابرا كل أنهار الحب والخلجان !
....... لماذا أتيت ؟
وجعلتني أكفر بذاتي .. بوحدتي ،
.. وجعلت عينيك لي هما الايمان !
..........



- عودي من حيث أتيت
، يا عصفورة الحب القادمه لبحر الاحزان !
...... عودي ،
فأنا رجل يهوى أن يكون بغير عنوان ....
....... بغير عنوان !





ياسر أ. دودين
يناير -1977
























مبايعه !


أحمل أوراقي ... زهوري ،
سني عمري اليك ...
أهديك :
أحلى ما كتبت في عينيك ...
أنسج لك من حبات الندى وعطر الورد ،
قصائد حب لا تحصى .. ولا تعد ...
أمنحك نفسي ..
.... أضيء شمعة جديدة ،
لذكرى قصة عمرنا :
- قصة الغد والامس ....
فأنت حبيبة العمر ،
من باسمها أصبح وأمسي ... !





سبتمبر _1978








.... دعوه ؟!

لأحضاني أدعوك ....
أناديك ...
- لم تخافين ؟؟
.... اقتربي
....... !!
- اقتربي ...
لن يحدث الا ما ترغبين !!
- اضبطي زمنك على زمني ...
... اجعلي دقات قلوبنا تتعانق ...
ولننسى السنين ،
وحزن السنين ...
- اقتربي ...
... اقتربي ...
... لم تخافين ؟؟
- سأجعلك تنسين :
في أي يوم ولدت !
ومن أي بطن أتيت !
... من أي نهر شربت !
كم من ليال سهرت !!
- اقتربي ...
سأجعلك تنسين ...
- ....... !!
لم تنظرين الى أسفل ؟
..... لم تهربين ؟؟؟
- اقتربي .......... اقتربي !
عيونك في عيوني ،
لنرحل في صمت ساخن ،
..... لنغرق في ليل ساكن !
- اقتربي ....
...... اقتربي ....
لن يحدث الا ما ترغبين !!!




ياسر أ. دودين
سبتمبر _1978

















... يوم أن سقطت أوراق الحب


.... ستذهبين ...
.... لعينين ما مارست معهما لغة الحب والعتب
.... ليد لا تعرف كيف تزيد حرارة خديك ،
... رغم استكانة الهدب ...
.... لشفتين ما تعلمت منهما كيف يكون الحوار
- بدون مقدمات .... بلا سبب !!!
.... ستذهبين ...
... ولكن الحب دائما سيبقى لك ،
في قلب مسافر :
- مصفوفة حقائبه على رفوف الذاكره ...
يبدأ بعد أن سافرت القاطره ...
، وأوراق الحب تساقطت منه ،
.... تطفو على بحيرة الذكرى
وتلتوي دوائر .... وتختفي
.... دائرة ... فدائرة ... !
كنت أريد ! ولم أكن أملك حتى أن أريد !!
والان ... وبعد أن وصلت الافق البعيد
وصلني خبر الفراق ... على بطاقة البريد !
.......
.... وعدت للبيت وحيدا ،
فارغا الا من وحدتي والدموع ...
قلبي بلا أفراح ... والنبض يمزق الضلوع ...



ورأسي يدور بصورتك تختالين بين الشموع ...
تمسكين بيده الغريبه ترقصان بين الجموع ....
........
كلهم كانوا هناك
..... كلهم كانوا هناك ...
- الا أنا ،
أصبحت ظلا ... لظلي !
....... ويرحل المطر
... ويذبل الشجر
... ويغيب القمر !
..... وأفقد قنديلي في عتمة ليلي !!!



ياسر أ. دودين
سبتمبر _1978










... فراق ...


.. أذكر يوم لفنا الليل وضوء القمر ... وأنت بقربي
... رأيتك تصمتين ؟!
أخذتك مني انكماشة عابره ...
سألتك : أترحلين ؟؟
....... ؟؟
ورحلت ... حيث لا أدري ،
... لذت بشاطيء اخر
وانطفأ شمعنا
وودعتنا السنين !
ضنت شفتاك بالحب ...
.. توقفت نظراتك عن احتضاني ،
رأسك نام بعيدا عن صدري ...
... – صرت تنسين !!
... كفك ما زالت بيدي ،
يعرف الناس حين يصافحونني ،
من حبيبتي،
ومن تكونين ؟
ما بيننا كان عميقا . .
حفرته افراحنا. .
صهرته احزاننا. .

قدرنا كان معا. .
لم تخونين؟
لم تخونين؟ ؟
ياسر أ.دودين-سبتمبر-1978
نسيتك....
نسيتك....
صرت تقبعين هناك،
بعيدا..بعيدا، في ابعد زاويه...
في اخر طيف ،
و اخر ركن من خريطة حياتي...
نسيتك...
... و ضيعت اشياءنا الصغرى،
خطاباتي..
اوراقي القديمة،
و حتى الاحلام....
.. غرقت ..
تاهت،
.. ابتلعها ضجيج الايام ..
نسيتك ...
ما عدت احس حاجاتي اليك ز.
ما عدت اسافر لرحلة داخل عينيك ..
ما عدت انتظر.. حرارة لقائي ، و رعشة يديك...
فأنت ما عدت تبالين...
ما عدت تفهمين احتياجي انا اليك...
نسيتك...
تاهت مني الخطوات
و ضاعت حتى الذكريات
... حتى الذكريات...
نسيتك...
نسيتك... ياسر أ. دودين
اكتوبر-1978

سقوط عصفور الشتاء...

.. كعصفور في الشتاء ،
كنت وحيدا غريبا..
.. احمل حقيبة سفر واحلام وردية
اتوه في طرقاتك يا " اسكندريه" ...
...!!
- توقفت ...؟!
شعرت بعينيك تتبعاني ،
تخترقان اسراري،
توقظان من جديد، ما استكان،
من ذكريات حب منسيه ...
حين شعرت بخطواتك تقتربين
انتابني فرحه و رجفه،
.. اضطرب قلبي ...
من انت ؟ ؟ .
من تكونين ؟..!
يدي تقترب .. تلمس يدك ...
انسى يدي ،
اسمي
انسى عصفور الشتاء...
فانا امام العيون السود ارتجف كطفل صغير ،
... اقدم الولاء ...
حين اقتربت مني :




اخرج الربيع من معطفه اشياء ؟
..مرت على حزني ،
على وحدتي ...
على ليلي الموحش،
.. وهبتني الضياء ...
حين اقتربت ...
اذكر ان نشوة دبت بروحي ،
.. الف شوق جاء .!!.
... حين اقتربت
نسيت غربتي
نسيت وحدتي ،
...نسيت عصفور الشتاء !!



ياسرأ.دودين
نوفمبر-1978












لا تتركيني ...


لا تتركيني ...
قدمت لك قطرات المطر ،
.. من بلاد لا تمطر فيها السماء ..!
علمت اطفال العالم كيف يهجون حروف اسمك..
.. كتبتك في كتب القراءة و اكياس الحلوى .. ،
خبأتك في كلمات الانبياء ..!
لا تتركيني...
اعطيت اسماك البحر عنوان عينيك .. ،
فنسيت العناوين .. نسيت الاسماء.. !
لا تتركيني...
دخلت كالخنجر في أيامي ...
... وفي فنجان قهوتي ، وملعقة السكر ،
.... وكل الاشياء ... !!
لا تتركيني ...
... لم يعد لدي جواز سفر ،
تمزق تحت رموش عينيك !
.... صرت أتسكع على رصيف أيامي أنتظر الرجاء !!
لاتتركيني... ..فبعدك أيامي فراغ حزين
... زمن يبكي ..
وحو لي الصمت واللاشيء ....
بعدك ..... تصبح رمادا كل الاشياء ... !
لا تتركيني .......
.... رسمتك على جدار القمر
كتبتك على دفاتر المطر ....
....... لا تتركيني -ياسر أ. دودين
رحلة الغريب ..


عاشقا في غربتي ...
احمل تاريخي ،
عنواني ،
لهفتي ..

و عذابا كامنا في دمي ،
و قيثارة حزن في صوتي ..
.. ارتحل الى مدائن العاشقين
احمل صورة ابي و امي ،
... و بيتي ...
محترقا في طرق اللامنتهى ،
اختار نفس الدرب
.. نفس اللظى ،
محاصرا ...
مستلبا ..
... اطرق بوابة المستحيل و الصمت ..
برح بي العشق ...
و عدت من جديد :
وحيدا ..،
طريدا ...
احمل ناري للزمن الذي ياتي ..،
..ولا ياتي ..!!


ياسر أ.دودين
مارس-1979


















انتظار ...!!

كنت على موعد معك ؟؟!
... !!
كأني.. على موعد معك !!
..تاخرت..
اسرعت..
...!!
يمتلىء قمرا فراغك ..!!
احبك!
.. اتنفس !
.. انتظر شفتك ...

اكتب عنك شعرا .. يقرؤه الاخرون !
.. و ارسم فيك لوحة يسرقها الاخرون !
.. و اكتب ،
.. ارسم ..
ارسم .. اكتب ..،
.. و الوقت يمر و يقتلني ..
.. يقتلني
و يضحك الاخرون!



ياسرأ.دودين
مارس-1979

.. نسيتك.. ولكن ؟!

قلت نسيتك ..
.. كنت اكذب !
....؟!

لاني لم اعرف بعدها كيف انام ..
فدائما ارى وجهك يطاردني خلف كل الوجوه ،
.. وسط الزحام ..
و ارى ضفائرك الطويلة فوق الكتف ،
عينيك السوداوين ،
..فوق مرايا الحوانيت ،
في صور الاعلانات ،
و في لمعان خدود المحبين ،
.. حين يحل الظلام ..!

اتحسس ملمس كفك في كل كف
اضع يدي على صدري في زاوية ،
كان راسك ينام عليها ،
.. حين ينتهي الخصام ..!
دوما انت تقاطعينني ،
في سريري .. مع كتابي ،
في هدوئي .. و حين الكلام ..!
سجني ذكرياتك ...
... و دمي قطرات دموع في عينيك
.. فامنحيني الحرية ..


امنحيني الحرية.،
و لا تبكي ابدا.
كي لا اموت وسط الزحام ..!

ياسر أ.دودين
مارس-1979























.. الى ذات العيون السود !!


عيناك السوداوان تلهمني
.. في الحب ما لا اعي !!
عيناك السوداوان ..
احسهما في لهفتي ،
في دمي ..
و بين اضلعي !
.. وحين التقي بعينيك :
تهمس خفقات قلبي .. لادمعي !!
أمسي ..
و يو مي ..
و غدي ،
.. بين ظلال عينيك :
تهتدي او .. لا تهتدي !!



ياسر أ. دودين
مايو -1979






مناجاه .. !

زهرة أنت في ربيع العمر
تبللها من عبراتي نسمات !
يحتويك الصبح وهو بقلبي
شجو العبير والنغمات !
جسمت بشوقك أفكاري
وأضأت بنور حنانك أعماق الاعماق !
وصوتك لم يزل من بعيد ياتيني ،
.... وصداه في كل الافاق !
كنت بالأمس عاشقا غريبا
ولكني الان في ظلال عينيك ،
..... أدفن عشقي والزمان !!
وبين حنان كفيك ،
..... أنسى غربتي والمكان !!




ياسر أ. دودين
مايو _1979





أنا ... وعينيك ...

عيناك كالليل .....
... في سوادهما ، عالم من حكايات وأساطير !
أذبح القلب على أهدابهما ،
.... وتسخر عيناك من دمي وقلبي الصغير !
عيناك ... عاصفة هبت ،
.... تركت على أيامي ظلالا من نار السعير !
ظلالا ما أن اكتحلت عيناي برؤيتها ،
...... ترقرق الدمع منهما كأنه غدير .... !


ياسر أ. دودين
يونيو _1979














... رياح القدر !!!


انتظري .... !
:من أنت ؟!
- ........ !!
... وتراجعت ... لملمت نفسي في وحدتي وتحسري ...
أنظر اليها ... لعيون كأنها لوحة ملأى بالصور ...
بهما الحيرة .. ، الشجن ... كأنه عذاب المهجر ...
مرت ولسنا نلتقي ......
.... مرت بعينيها ...
... بشعرها الثري الغجري ...
،كأنه رقصة النار ... عاصفة التحرر ...
يومها ....
.... لا أدري كيف يومها ،
أيقنت بلقاء ... رغم رياح القدر ...
ومر يوم ... أيام ، كأنها سنوات وأشهر ...
... ما طال اغترابها ... برت بوعدها رياح القدر ...
وتلاقت عيوننا ....
: كل يبحث شاردا ، يسأل عن معنى لم يتكسر...
يومها ... نسيت كل العيون حولي ،
... وتعلقت بلوحة الصور ... !
..... وأقبلت كل عصور العشق نحوي ،
... وكل ما هفوت له يوما ، وما كنت أضمر ...



وسئمت ما كان ...
وما سيكون ،
... هجرت وحدتي ... وتحسري ...
... وأدركت أن الرياح تحبني ... ،
ولكني غنيت : أغنية للقمر ... !




ياسر .أ دودين
ابريل _1979






























... يوم من ابريل

..... وتلاقت أهدابنا ،
تكسر الجليد في مواقد الحب !!
... وغنى الطير خلف الابواب
يا جسدك الدافيء ،
.... يا دوامة العذاب ،
تلفني ... تجرني ،
... تغرقني
- غرقت ... !!
.... ونبيذ العشق في الاكواب .. يشربني ؟!
تدور رأسي كطاحونة حمراء في ضباب !!
- غرقت ... ؟!
.... أهدابك تأكل لحمي ...،
تعصرني ... تأكلني الاعصاب !
....... ؟!
وبعدما هرمت،
... عاد لي الشباب ...
في ذلك اليوم من ابريل ...
.... في بحر الشوق والعشق : ذبت ... ؟
.......... !!
لا تتركيني ...
... كي لا أموت غدا خلف الابواب !


ياسر أ. دودين
ابريل _1979
.أغنية أخرى ... للوحده !


... وعدت يا ولدي وحيدا ،
تقاسي عذاب الايام ...
.. تاسف ،
..تضيع ،
.. تغرق في الزحام ،
.. تسأل عن الاصحاب ،
عن الاحباب ،
عن القمر الغائب بالظلام ..
تؤلف للدنيا أشعارا ،
.. وقصائد لحب لا ينام ..
يا من تبكيه السنون والعمر ،
والذكريات والاحلام ..
_ أما آن لهذا الحب أن يكف ،
وللقلب أن يتوب ،
وللصخر أن ينساب
..مع جدول الايام ..


أغسطس _ 1980





















الشباب جايين....

هذه هي التجربة الوحيده التي احتفظت
بها من تجاربي السابقة في كتابة الشعر
بالعامية المصرية .. والتي لم احتفظ
بها ، وقد احتفظ بهذه التجربة الصديق
الفنان"علاء الدين كمال"والذي قدمها
من تلحينه في مهرجان الاغنية الشبابية
عام 1979 وحازت تقدير الجميع ..

فوق الزمان والمكان
.. احنا الشباب جايين
ح نقوم ونبني ف كل مكان
..احنا الشباب جايين
.. احنا الشباب جايين ..!
ح نشيل ظلام الليالي
.. ونعيش بأمل جديد !
ونغير طعم الآغاني
..وحنخلق حب أكيد !
... احناالشباب جايين
...احنا الشباب جايين !!

.... دور يا شباب بالأمل دور،
..... وشقشق يا نور الصباح
خلي بلدنا تعيش ف النور ،
..... ويسري العبير ف الجراح !
... وحنخلق بكره مهما كان
حنخلق بكره مهما كان ...
احنا الشباب جايين
احنا الشباب جايين ... ياسر أ. دودين ابريل _1979






















حب .... للزمن الصعب

عمان – 1980-1982
















اهداء ......

الى "عمان" الانثى :

الحب المستحيل

... والزمن الصعب !!!



















... سؤال ؟!


-... كيف يستطيع المرء أن يبكي ..،
دون أن يحس بذلك في الاعماق ؟
-... كيف يستطيع المرء أن يبكي
دونما خجل ...
علنا :
... مثل المطر ؟!


ياسر أ. دودين
عمان _1981












.. اسكندريه ... المساء الأخير !


سحب بطيئه تملأ السماء ...
... وشريط شفقي يتسلل بين عتمة البيوت
والبحر ألوان : تظهر ، تمتزج ، تختفي ... تموت !
، وأنا وأنت ... واسكندريه والمساء ...
... سفن صغيره ، تضيء من بعيد وتغيب ...
وصدى شجو لحن حزين ...،
يصبح في المدى ... قريب ...
وليلة تجمع فيها الاصدقاء ،
... فرح ،
... ذكريات ،
... خمر .. دموع وبكاء ...
وكان وداعا ......
في اخر الصيف ... واخر النهار
ومحطة "سيدي جابر"
- مواكب مسافرين .... مثقلين ....
وساعة تحصي عذاب الانتظار ... !
.... ويصفر القطار ... !
............ ؟!
وتبادلت عيوننا كلمات الوداع ،
.... تكلمت دموعها كثيرا
، حين أقبل القطار ...



..... مطلقا صيحة حزينه ... أقبل القطار !
.... وصبية شيعتني في انكسار ،
ترنح الضجيج في المدار ...
... ودار الصمت في داخلي نار !
وأرسل عيني من المدى البعيد
... أرى البحر ... السفن ... غروب الشجر ...
وأتنفس الشذى ... العطر الذي يأتي
.... مع حبات المطر ...!!



ياسر أ. دودين
فبراير _1981
















.... وكان حبك !

أحببتك ...
... وسافرت اليك خلف مدن الضياع
.. أنتظر العائدين ،
وأسأل القادمين عنك ..، وعن عينيك ؟!
... كانوا يعرفون صوتي ،
... ووجهك ،
- منتشرا في الشعاع ...!!!
أحببتك ...
... أسكت ... أصرخ
... أصرخ ... أسكت ...
... وانت سكوتي... وصراخي
أنت لحظة الفرح ..
.... ولحظة الحزن ،
... وعذاب الضياع !


ياسر أ. دودين
عمان _1981























حب .. للزمن الصعب ..


اغمض عيني على جرحها .. في ظلام عمان الشاحب
.. تتركني المدينة لليلها وحيدا ،
.. وتنام قبلي بساعات ..!

وكنت موجوده يا حبيبتي ...، هناك في الظلمة ،
..تحت جفني المسهدين مهرجان أغنيات .. !
.. بك انت يبدأ كل شيء :
.. وينتهي كل شيء ،
_ المكان .. الزمان ..
.. النسمات .. النغمات ..!
قبل عهدي بك ..لا أذكر حتى يوم مولدي
..بك تبدأ العصور ، وتسجل الذكريات ..!

تقولين : حينا مستحيل؟!
... وأنا كرهت المستحيل والصمت ..!
وقهر الكلمات .. !
أعماقك تبكي دما .. ووجهك يضحك :
_ تجترين الحزن بوجه الفرح كل الساعات ..!

سيدتي ..
في مدينة كهذه .. تبيع نفسها لكل المحطات ،
.. نستطيع أن نلغي كل خرافات العيب ،
والحزن المريض ،
.. الخوف ..واللعنات .. !
نستطيع أن نكون الزمن ،
الحب .. الثمن
ونخلق الفجر الجديد ..
نصنع حياة جديده .. في كل الاوقات ..!
سيدتي ...
.. قد اكون طفلا بريئا في المدينة الغابة ،
.. لكني أفهم نقاء الاشياء ..
واعرف :
أني احبك أنت بالذات ..
أنت بالذات ..!



ياسر أ.دودين
عمان _ 1981


















لفجر جديد .. أغني ..!!

... سيدتي
أود الان .. لو أنام ،
وأصحو بعد قرن من الزمان..
....؟!
_ لا !
.. هذا الزمن لايخيفني ،
وأكره أن أهرب على مركبة النسيان..
..زمني هذا مخجل ،
سافل .. دنيء
لا يعرف العطاء..!
... زمني هذا ، سوق نخاسين
على قارعة طريقه :
تباع الكرامة .. الحب .. والوفاء ..!
وبدرهمين فيه ، بياع الانسان ..

... لا أحزن لقدومي لهذا العالم مبكرا
يكفيني .. أن أكون حيث أنا ..
_ اقاتل من أجل فجر جديد ،
ضد الظلم وقهر الانسان ..

_ حبيبتي ..

زمني هذا بأيامه وغروبه الموجع الحزين ،
.. سينتهي ببزوغ الفجر:
.. باهرا مثل عينيك ،
مغمورا بالشمس .. بالدفء والحنان ..
... استمري واقفة في النور ،
ولتبق شمسك :
تحضن في جرح المكان ..
وحزن الزمان ..


ياسر أ.دودين
عمان 1892

















انت ..

.. الوجه .. وجه طفله
.. والعين .. عين ساحرة ،
مضيئة .. كحيلة ،
كأنما اصطادت اهدابها الطويلة
من السما نجما ....
.. والعمر .. عمر الزهر ،
لكن الربيع غادر الزمنا ...
لم تتحسسي صدرك ،
حين اغتنى وصار رمانا ...
بيدي هاتين الصغيرتين .. وشفتي انا ..
حملت لصدرك رسالة .. من اشواق الربيع :
.. عاشق تحت جدار القمر لن ينام !


ياسر أ.دودين
عمان – 1982









أمس انتهينا..

أمس انتهينا...
.. وشيء في القلب احترق !
ومضى الوقت .. مضى الوقت ،
وبدون ان نمد الايدي التي جمعها الحب ،
.. قلت : لنفترق ..!
امس انتهينا ..
.. وكانت نارا قصيرة رحلتنا
ماتت النار .. ونحن نرقبها ،
بجفون .. حار بها الارق ..!
كان لابد من وداع ،
ليرتد الصمت لموضعه ،
.. ويمر الوقت فلا ندري
كيف الحلم ينسحق ..!
امس انتهينا ..
.. وانتهت رحلتنا القصيرة ،
فقد انتظرت .. وانتظرت ،
.. وانطفا شيء في صدري
كان يحترق ..
.. كان يحترق ..!


ياسر أ.دودين
عمان -1982



تعليق على ما حدث .. !

... معاذ الله
انا لا اريد ان اقول لك وداعا .. ،
لأن ذلك يعني ،
ان كل شيء قد بات منتهيا :
- العصافير ..
الازاهير ..
الموسيقى ...
.. ومشاوير المساء البسيطة ..!
في شوارع عمان الضيقة ،
.. القهوة الساخنة ، على مائدة صغيرة ..
العتاب العابر الذي لا بد من وقوعه ..
... الفرح بكلمات الحب الاولى !
القبلات المختلسة من عمر الزمن ..!
انت ...
.. المطر
.. الاعشاب ،
.. الكتب ،
.. وكل الاشياء !
كل الاشياء ....
معاذ الله ...
....!؟
فقط سأبتسم ..
واقول لك :
- صباح الخير ..
- مساء الخير ..!
ياسر أ.دودين- عمان-ابريل 1982
جرح في العيون ..

.. ويعود الليل من منفاه ،
.. يعود اليّ
ويصيح الجرح في عينيّ ..
.. يسهر طول الليل،
طول العمر ..
.. يقسم ان يسهر ..!
يمتص زحام المدينة وجهي ،
.. وقلبي
..في دوامة الاوجاع والضياع
تتلقفي المقاهي ..
.. والشوارع الصامتة ،
عاشقا غريبا ..
أنسل في الليل .. خلف صداعي ..
....؟!
-ليل ينتهي ..
.. ونهار يبدأ
- ليل من ؟
.. ونهار من ؟!
واسحب جفوني على عيني ..
لكن الجرح الذي في عيني
.. يقسم ان يسهر ،
ان يكبر ..!!

ياسر أ.دودين
عمان سبتمبر 1982
















أنا .. ؟!

لم اكن الا عابرا ...
.. لم اكن الا غيمة مرت ،
غيمة في زمن لا يمطر ..!!


ياسر أ.دودين
عمان -1983



















... عني !!

كامنا كالنور في الاشياء ..
.. مأسورا طليق ..!!
.. باحثا كالنهر عن مجراه ،
في أرض الخرافات وغابات الحريق ..!
فلماذا طال رغم الملتقى ، هذا السفر ؟!
..ولماذا جف على نافذة العمر ، الحب والمطر ؟؟

ياسر أ.دودين
عمان-1983














عصفور .....
..... تحت المطر
.. "حكايه" ..


























اهداء ..

الى "د" التي رددت معي :

- ايها المستحيل .. انا احبك
ايها المستحيل .. انا اكرهك !!


















كم يبقى لأسقط في المدى ؟ ..
كم يبقى لاسقط في الصدى؟ ..
... ... ...
... ... ... ؟!
.. لأول مرة التقى بها احس بصدق اللحظة ... عفوية الانسان وتلقائيته .. العيون التي تنطق بشتى التعابير : الحنان .. الحب .. القوة .. الضعف .. الصدق .. الصدق .. الصدق !
... كانت منطلقة طبيعية .. تضحك كثيرا ، تتكلم كثيرا .. تثق بنفسها أكثر ...
العمل ، كانت تغرق وتذوب فيه باخلاص نادر في هذا الزمن المتخم نالبيروقراطيين والمنتفعين ، وانصاف المتعلمين ! ... لكنه وباحساسه الآخر ومن خلال تجاربه العديدة ، كان يغلم ان وراء هذا الغرق في العمل .. غرق آخر ومحنة اخرى اسمها : الدق على الابواب المغلقة !!
... ةود لو يقترب منها اكثر .. لكنها كانت ، كما يبدو ، بعيدة .. بعيدة ...، مرتبطة بقصة حب ، او بمعاناة حب ، .. من هذا النوع الذي تفضحه عيون معذبه !!
.. في قرارة نفسه كان يحس انها هي التي تمنح ، وتثق وتعطي ... كانت هي الحب !! سعيدا كان هو .. لأنها كانت كذلك ،.. وحزينا لأنه آثر الصمت
والابتعاد ؟! .. هو ، كان يمارس عمله وكما كان يريد ان يظل اسلوب عمله ... ويعود لبيته – أو .. ليس بيته –
منهكا متعبا .. يسأل نفسه والدنيا عن لحظة صدق ...
كان احيانا يحدث نفسه :
-كيف يستطيع المرء ان يبكي ،
... دون ان يحس بذلك في الاعماق ؟
- كيف يستطيع المرء ان يبكي دونما خجل ،
... علنا :
مثل المطر !!!
... ... ...
... القلق ، كان عذابا آخر يواجهه ليلا نهارا ، يتمسك به حتى ساعة متاخرة من الليل ..، فيتمسك هو بصديق وفي –الكتاب - ! عله يلحقه النوم وهو مع هذا الصديق ... لكنه ما أن يطفيء مصباح النور حتى يستقبله الارق مرحبا .. لتبدأ معاناة أخرى قبل النوم ...
... بينه وبين نفسه يرحب بالسهر والارق .. يكره النوم ويعتبر ان جزءا كبيرا من حياة الانسان يضيع في اقفالة العينين تلك !!
.. يصحو ورأسه مليء باحتباسات الامس ، الفراش .. المواصلات .. الوجوه التي تتزين بكل أنواع الاقنعة والمساحيق ارضاء لعيون الاخرين ..، كل ما كان يراه ملل وبطء .. وركود ... .... وحده في هذه الدنيا كان يحس انه ضد التيار ، فالجميع يلهثون وراء شيء بعيد عن داخله وعن تفكيره ...
... .... ....
كان يبحث عن قاتل للملل .. عن زمن اخر لا يضيع فيه الصمت .. ـ صمته المتكلم ـ ... ... كان وحده يسبح ضد التيار ...
... ... ...
.. العمل ،كان تيارا من الشعور بالسخط والغضب .. و الرغبه في الاصلاح ... ،تذمر ... ضغط نفسي ... قتل للنفس بالتدريج ... ارهاق واحتراق ..!
وكل ذلك لا يفيد أمام الذين يريدونه أن يتغير ... ومعنى ذلك أن يصبح مثلهم ، أن يسبح مع التيار ... ومأساة في هذا الزمن أن تكون مهنتك الاساسيه طبيبا وقوامها الاساسي كونك أولا واخيرا انسان ، أن ترضى بذلك ..!
... وكونه من هذا النوع ، فقد اختار ان لا ينفصل عن مشاكل البشر ومعاناتهم ... وهنا يشعر في قرارة نفسه وفي مجال عمله ، بعمق المأساة ... ومحنة الزمن !!
... وبالرغم من كل التجارب التي صقلته وذوته .. يحس انه لا بد ان يحافظ على الطفل الصغير الذي بداخله ...، يتركه يحبو .. يلعب .. يتكلم كيفما يحلو له .. ويبكي من داخله اذا ترك هذا الطفل في لحظة ضعف ...


- كيف يستطيع المرء ان يبكي دونما خجل ؟!
... علنا مثل المطر !
.... ومع الزمن ، اصبح يتساءل عن معنى تردد هذا التساؤل ..؟! ... ... .. !! في ظل كل ذلك ، كانت تبرز صورتها امامه .. كالقدر الرائع .. كالهمس الشجي .. كدمعة الفرح ..
لكنها كانت الحب المستحيل ؟!!
ومع الزمن ، وبالرغم من كل ذلك .. اصبح يشتاق اليها اكثر ،ينتظر يوم حضورها بفارغ الصبر ... كان يكفيه هذا الحضور ! .. وكما هي كان يريدها دوما .. ومع الزمن اصبح يحس انها جزء من ذاته ، من كيانه الذي يريده ان يبقى كما هو .
... كان يدافع عن بقاء لحظة الصدق بداخلها .. وكانه يدافع عن كل لحظاته وايامه القادمة ... بل عن عمره كله .. الماضي .. والآتي !!
... ... ... هل كان يعشق المستحيل ؟!
.... ... !!
.. وتمضي رحلته ، معها ومع عمله الذي كان يحاول ممارسته اثناء حضورها بدون ان يبدو عليه اي شيء غير عادي .. ، مع انه كان حينها يحس انه يتغير .. ويتغير !! احيانا للون عينيها الذي احبه ... لضحكته التي اصبحت صدى لضحكتها ... ، همساته ، كلماته ، كانت همساتها وكلماتها !! ولكنها كانت في لحظة تجعله يحس انها بعيدة ... بعيدة !
... مرة واحدة ..، حدث شيء آخر في نفس الوقت الذي قرر فيه ان يبتعد ؟!
جاءت للمرة الاولى بوجه شارد وغاضب .. سالها عن السبب ؟ .. وخجله وحبه منعه من تكرار السؤال ..! ولكنه عدل عن رايه بعد نظرة لعينيها وهي تتحدث حديثا عاما عن الذين لا وفاء لهم .. عن الذين نعطيهم ونكون صرحاء معهم .. ونراهم العكس تماما ؟!! عن الرجل الذي من حقه ان يبدا وينهي كيفما يشاء ومتى يريد ..!
.... صمت ،..لحظة سكون وانتظار ... وفي نفسه حزن وتعاطف معها .. ، فقد كان هو نفسه يختزن بعضا من هذه التساؤلات من آن لآخر ..
... اخترق دقائق الصمت حين قال :
-مع انه ليس من حقي ان اسال او اتدخل .. وبدون ان اسالك عن السبب وراء كلامك هذا .. اقول :
- هناك بعض الرجال اشبههم بالورقة .. ان نفخت عليها
تطير .. ومثلهم الذين يتحدثون كثيرا .. وكثيرا ، وحين موقف بسيط
يواجهونه ، يتدحرجون الى الحضيض ..!!
فلماذا تستغربين .. ولماذا تحملين الكل مسؤولية البعض ؟
... نظرت اليه بدهشة :
-كأنك تعرف عني شيئا .. وكاني بك توصلت الى كل ما يؤرقني ؟!
- لا .. ولكني احس بك منذ البداية
... ... ... !!
كنت عصفور شتاء ابحث عن تاشيرة دخول الى اي قلب !
وكانت عيناك مدنا وشبابيك مغلقة !!

.. وبعد هذا اللقاء سارت الحياة بها وبه .. ولكنها بالنسبة له توقفت بها ومعها ...
-ليتني دخلت مدن عينيك منذ زمن ..،
.. بل منذ بداية الزمن ..!
.. ليتني رحلت الى بحور الدمع منذ زمن ..

... كان يبحث عن لحظة صدق في هذا الزمن الصعب .. تمناها معها ...
تلك الايام التي مرت عليه احس انه لا يقف على ارض ثابته .. ينتقل من غيمة الى غيمة ، كلاطفال الذين يرسمونهم على بطاقات الاعياد .. ايام تعب من الارصفة التى لا ارصفة لها ..! تعب من التعب .. وضجر من الضجر ... !!
كان يريد ان يستريح ، على اي صدر او اي صخر يستريح ..هل كان يائسا من وجود لحظة صدق ؟؟!
... ... ...
... ... ... ؟!!
كنت عصفور شتاء ابحث عن تاشيرة دخول الى قلب صادق ، ووجدتك ... ولكني اكتشفت انني كنت اظن ذلك فقد كان قلبك لا يسمح بمرور العصافير الشتائية . !!
... ... ...
... وعاد العصفور الشتائي ادراجه.. ، عاد للانتظار تحت البرد والريح ..
ولكنه ظل يحبها بصمت ..
.. ويعشقها بصمت ..
.. ويخاف عليها بصمت ..
.. صمته كان الحب نفسه ..!!
كنت مسافرا غريبا حائرا.. ابحر دوما في اللاشيء ...
في اللامنتهى ... وكانت عيناك هما المرفأ ...
.... ....
.. يعشق الغروب .. يحمل كاميرته "حبه الدائم " ... ويسلطها على منظر واحد : الغروب ..! احيانا يتحول الغروب عنده الى لون عينين لكل الذين احبهم ... واحيانا الى وطن وشجن ..، واحيانا اخري الى شكل البسطاء والطيبين ... ، يتكامل عشق الغروب مع عشق معنى الصدق والبساطة ... ، ولحظة الغروب ينسى كل شيء حوله الا صدق عينيها ...!

... الغروب والغربة مترادفان عنده ..
-يعشق الغروب .. ويعشق الغربه .. ، وينتظر ساعة غروبه هو ..!!
.... .... .... ..... !!
في ظل كل ما يجري تبرز صورتها امام عينيه ..، لتطغى على جميع الصور ..
كالفجر القادم بعد الغروب ، كان طيفها يأتيه ليمنحه دفئا وحنانا وأملا في الغد .
... ويطل صباح يوم جديد .. ليعود ويذوب في العمل ،.. وقبل عودته للبيت ، يستعذب احيانا ان يدور في الطرقات حتى ساعة متأخرة من المساء ؟!

كان البيت مصدرا آخر لاحساسه بالغربة ... البيت والوحده !.. ، لا احد غيره في اغلب الاوقات .. ليس هناك ولا حتى من يطرق الباب ، فالكل يجري لنفسه وخلف نفسه . .. حتى في محيط اقرب الناس اليه ، يفسرون ويسمحون لانفسهم بتفسير ما بداخله كيفما شاؤوا ؟! .... هو ، كان برغم الضغوط العصبية والنفسية التي يتحملها ، استطاع ان يعلم نفسه قبل ان يعلمهم : التحمل والصبر والمسؤولية .. وقبل ذلك ، الصدق مع النفس !!
يحبهم ويحن اليهم .. لينسى معهم احزان يومه .. ، وهم كانوا بعيدين .. بعيدين ..! حتى اخويه اللذين يصغرانه ، كان يعاملهم دوما كصديقين ، ولم يحاول ان يمارس معهما مفهوم الاخ الاكبر ... ، حزن وتألم كثيرا حين كانت النتيجة هي التطاول عليه !!!...
.... يشتاق كثيرا لجلسة بينهم ، وحين يقابلهم يحس بالغربة من جديد ..، تلك القشعريرة التي ما تفتأ تسري في كل مشاعره يوما بعد يوم ...
... حتى اصدقاؤه فحديثه معهم حين يقابلهم ، سلسلة من نصائح هذا الزمن المخجل :
- من انت حتى تغير الكون ؟؟
- الخطأ موجود .. عليك ان تعايشه ؟!!
كان يجيب بعفوية :
-قدري ان اكون مختلفا ... !!

اما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟!!!
... ... ... !!
يتركهم ، ويعود لرحلته بين الطرقات .. مع القلق والاغتراب .. ، كان طيفها يلاحقه .. واحيانا كان يبعد هذا الطيف عن عينيه مرغما ..!
... كانت الحيرة شكلا مرسوما على ثنايا وجهه منذ الصغر .. وكانت بعدا لعينيه !!... الغربة ، تعني البرد !!
... ... ... !!
البرد ..، صوت المطر وهو يتساقط امام عينيه على الحشائش وعلى زجاج النافذة يمتزج بصوتها وهمساتها ... ، ينظر من خلف الزجاج .. ينظر .. ويستمع ..!!
...المطر والشجن عنده مترادفان !
... ... .... !!

.. يجلس في الركن .. يراقب المنظر ، ويتذكر .. ويسمع صوتها يطارده مع صوت المطر ، ... ويغرق مع صوتها والمطر .. ، مرددا مع نفسه ولها :
حبك مطر .. مطر آخر ..
.. يتساقط على جفوني وارضي وشمسي ..!

... هذه المرة كان عصفور الشتاء ينتظر على النافذة ، لا ليطلب الدخول .. بل ليتبعه هوتحت المطر ..!!
وحين كان طيفها يطارده كان يعود ليسائل نفسه :
- هل أكون مجرد عابر ؟!
- أم هل أكون غيمة أمر عليها، في زمن لا يمطر؟!!
... كان السؤال يلاحقه يحمل صيغة الجواب ،
وكان الجواب يتبعه .. يحمل معنى التساؤل !!
... ... ... ...
... ... ... ...؟!
ويعود اليل من منفاه
... يعود الي
ويصيح الجرح في عيني،
يسهر طول الليل،
.. طول العمر
... يقسم أن يسهر !!



يمتص زحام المدينة وجهي وقلبي...
في دوامة الاوجاع والضياع
.. تتلقفني المقاهي ،
والشوارع الصامتة..
عاشقا غريبا أنسل في الليل خلف صداعي..!
- ... ..!!
- ليل ينتهي .. ونهار يبدأ..
- ليل من ؟ .. ونهار من؟!
..وأسحب جفوني على عيني
..لكن الجرح الذي في عيني،
يقسم أن يسهر..
.. أن يكبر ..!

وكان يوما.. حين جاءه صوتها _ للمره الاولى _ على الهاتف،.. الحديث كان عاديا في البداية..، لكن صوتها كان مشروخا.. مجروحا ..،مشبعا بألم انسان يوحي بانه على وشك ان يفقد الثقة بكل ما يحيط به !!.. فقد عادت لحديثها عن الذين لا يوفون ..، كانت كمن يريد ان ينساهم أو ينهيهم من الذاكره ...!

... حديثها كان يحمل في طياته صدق الاطفال وقلب الاطفال ، وعقل الكبار ... كان صدقها وعطاؤها التلقائي قيمة يريد هو الاحتفاظ بها في داخله.. لها، وله !

..و .. تجاوب معها بكل صدقه وجوارحه .. وتمنى لحظتها أن يكون بجانبها
_ بل تمنى ذلك في كل وقت _ حتى ولو كانت تريده رفيق لحظه !.. قرر أن مشاعرها قيمة يجب الحفاظ عليها ...
... تحدث معها أكثر .. قال لها :
- أنا لا أريدك أن تتغيري لمجرد فشل ...، أنت أعز عندي من أن يحدث لك ذلك ..
كان يتحدث بعفوية غريبة ..، أحس لاول مرة بشيء كان يفتقده في الآخرين ومعهم ..!
أحس انها للصدق ، والصدق معها متعه ..
... ترددت عليه كثيرا بعد ذلك ..، حدثته عن احساسها بالضياع ..، عن بحثها عن الصدق ...، حدثها هو عن ثقته بقوتها ونقائها ..، عن الناس والدنيا .. عن خوفه عليها ..، عن احساسه بها ..،
حدثها عن شيء أسمه الاراده ..، قال لها :

- ليس هناك شيء أو أحد يستحق أن نتغير لآجله ...،
اذا كان التغيير للافضل ..فأنا أرحب به .. أما أن
نتحول الى ما يريده الآخرون ، فهذا هو الضعف !!
بعد ذلك تكررت احاديثها معه على الهاتف ، فتمسك بصوتها أكثر !!..
حدثته مرة عن حاجتها اليه ..، واحساسها بصدقه ... عن قدرتها على الوقوف والصمود بفضل كلماته ، ووجوده الى جانبها ...
كان هو ينسى كل ذلك ، وينسى أنه فعل شيئا .. كانت سعادته في أنها اصبحت قادرة على الوقوف من جديد ...، سعادته بدأت لانه استعاد قيمتها وعطاءها وصدقها لداخله ...
و ... بدا قلبه يخفق لكلماتها .. وبدأ صوته يرتجف مع رنة صوتها ...وعاد عصفور الشتاء ينتظر تاشيرة الدخول بخجل ..
وعادت الى ما كان يريد ويحب ...، عادت الابتسامه الجميله والامل المشرق في الغد ... عادت كشمس آذار ..!
عادت بعينيها الصدق .. بعينيها الحنان والدفء ... عادت القدر الرائع والهمس الشجي ...!

في مشوار قصير عابر ، فاجأته بقولها :
-أنت منحتني ما كنت أريده من قدرة على الصمود...،أحس بصدقك معي وبأنني الآن قادرة على مواجهة كل شيء .. ولكني أخاف عليك مني ؟!!
_ أنا لم أفعل شيئا لاستحق هذا الكلام ..، كل ما يهمني سعادتك ..، أريدك
الا تتغيري ، لانك قيمة عزيزة ونظيفة في هذه الدنيا .. ولكن لم تخافين علي؟؟
_ .... .....!!
- أخاف أن أحبك !
_ .... .....؟!!
وهنا كان رد لسانه بسرعة دقات قلبه :
_ واذا كنت انا لم أخف حين احببتك ... فلم تخافين انت ؟!!
.... أنا أحببتك كما أنت...، واتريدك أن تبقي كما أنت .. وسأظل احبك كما انت ...

انتظر أمواج حبك منذ عصور انتظر أمواج حبك ، كي تنتزعمي من هذا العالم ...وتجعلني محارة صغيرة في أعماقك ..!!



وامسك براحة يدها .. وقبلها ...!!

.. وعلى راحة يدك يضاء لي الغد ،
ويستيقظ ألف عصفور ..!
وعلى راحة يدك.. قرأت بأني أنا لحظه..
..وأنك عصور !!
... وبالرغم من كل ما كان...، وما قد سيكون ، عاد يسائل نفسه :

_ أأكون عابرا ؟!

.. هل انا مجرد غيمة ، في زمن لا يمطر؟!!




ياسر أ.د
عمان _1983




ذكرى عصفور الشتاء لا تزال مرسومةفي عينيه وذهنه منذ الصغر :*
.. فقد كان طفلا صغيرا يجلس مع العائلة حول المدفأة والجو في الخارج
ثلوج وبرد كثيف ...، فجأة رأى عصفورا يصفق زجاج النافذة بعنف ،
سأل نفسه : لعله يشعر بالبرد ، لافتح النافذة له ليدخل عندنا ..، وعندما
حاول فتح النافذة منعه الجميع خوفا على انفسهم من البرد، فظل
واقفا بعدها يراقب العصفور الذي رحل يائسا للبعيد ... ومن يومها
أحس كما لو أنه رحل مع هذا العصفور .. او انه العصفور نفسه ..!!




.. ليــالي ..





عمان ( 1982— 1986)













ليــالي ..

اكتب فوق الصخر اسمك يا " ليالي"
.. وفوق موج البحر ..
هبت الريح .. لكنها ما محت ما كتبت
.. ولن يرى العراف ما رايت
وحين نطقت اسمك
- غنيت
- بكيت ..
... لكنهم ... لم يدركوا معنى البيت ...

نبذتني طرق العشق وملتني الدروب
.. بحثت في المدينة عن خصلة شعرك ،
.. عن لون عينيك
... لعنات الالهه لاحقتني !!
.. قالو : كفاك ..
قلت ال " ليالي" في قلبي لا تهدأ
ولن تموت
قد يجدونني عند الفجر مصلوبا على باب المدينة
لكنهم سيجدون اسمك محفورا على جبهتي
وفوقه جرح صغير وقمر !
وقطرات مطر ...!
وحكاية ... لا تموت !!

عمان- 1984



الى الحب القريب .. البعيد


يا حبي القريب مني ...
.. البعيد عني
من اين لي أن أعرف ان حبك
سيسرق النوم من عيني ..
سيجعلني اولد في جحيم المدينة
.. لاقتل الاف المرات
.. ليضيع مني الخيط والعصفور
.. وانام على ارصفة الانتظار
.. والتمني !

كيف لي أن أعرف
- أن حبك سيشعل فيّ النار
.. يتركني أهرم على ابوب المدينة ... انهار
يحرقني الرماد ..
أنام عند حافة جدار ..!



عمان 1984





المهاجر .!!.

أحببتك من قبل أن اراك
من قبل أنتحملني عبر عيون المدينة يداك..
وبعد ان أحببتك ... احرقني هواك !

***
حلت بروحي قوة الاشياء
.. وانهزم الشتاء

***
ذابت ثلوج وحشتي
.. استيقظت طفولتي
.. زارني في المساء ملاك !
.. ووضع القمر في جبيني

انتزع الفؤاد ...
واخرج منه حبة السواد !
لكنه قال كلاما غريبا :
- اياك ؟!
.. عد كما كنت مسافر ،
من بلد لبلد ،
من عينين لعينين مهاجر !!


عمان 1984


اليك العوده ... ومنك البداية !

أصعد اسوار حبك
.. نلتقي طفلين
.. نبدا حيث تبدا الاشياء
.. نسقي الفراشات العطاش الماء !
نصنع من أوراق دفاترنا حرائق
.. نهرب للحدائق
.. نضيع في لذة الهمس
نكتب اشعار المحبين على الجدار
.. نهزم اسوار المدينة
.. نقتل هذا الليل
بصرخات حبنا المصلوب
تحت الشمس .!!.



عمان 1948











مهاجرا اليك!

أذكر ليلي الذي كان يثقبه صوت المطر
كنت بالاحزان مغسولا
.. وبالمجهول مسكونا
لكن القلب يرفض ان يكون حجر !

هاجرت صوب عينيك ...
.. وعشقت السفر !
يلغيني الوقت .. ولا يلغيك
.. وعيناك " ليالي"
- تفتح صدري ،
تترك فيه مذبحة .. ونزيفا
.. وقناديل سهر!

بعثرني حبك كسحابة
الغى مكان ولادتي،
سنيّ دراستي
.. اقامتي .. عمري
.. سحب مني جواز السفر !

غسل عني كل غبار الامس ..
.. جعلني اطول عمرا
.. اشد حماسا
.. اصبحت من رعايا القمر !
.. أنساني حبك ملل المدينة
.. ليل المدينة
لانك ال " ليالي"
.. وحكايا السهر !

رايت بعينك الدنيا
سحرا ...
.. شعرا
.. عمرا جميلا ورذاذ مطر !
علمني حبك ما لم اكن أعلم
.. دخل علي كقصيده ...
كموج السنابل
الغى كل حكاياتي القديمة ،
.. كتبني بكل اللغات والصور !

فاجأني حبك مثل نبوءة
قال : تكلم !
تعلم..
.. تألم !!
.. واكتشفت اني قبل لياليك،
كنت فقط اتألم !
.. وانتظر المطر !



عمان 1984





عودة .. لزمن الطوفان!


هادما كل جسوري
ماحيا كل تفاصيل حياتي ...،
عدت ..
بعد ان احترقت في الموانىء البعيده

أصابني الدوار ...
.. زلت قدمي
لكن عينيك
أعادتاني للرحيل والبحر
للمد والجزر..
وكانت القصيده..!!.
لنجم غير معروف ..
ولشعر غير مكتوب ،
أعود ..

لابدأ من عينيك ، زمن الطوفان
والتورط ..
.. والمستحيلات الجديده !


عمان 1984






حب مع سبق الاصرار...

أحبك ..
.. احبك ...
.. أحبك اكثر !

وكيف تريدين مني ان افّسّر ما لا يفسّر !
.. أريد التوحد بك ،
التقمص ..
.. التورط اكثر .. فاكثر ..!

ادمنت عشق المستحيل ..
وموج البحر ..
وشمس الغروب
.. وحزني .. طفل لا يكبر ..
دخلت كل تفاصيلي الصغيره
.. قلتك بالرمز
بالبرق
بكل الخيارات ..
وبدون خيار !
أحبك ..
لا تساليني عن سفينة في البحر ،
.. لا تذكر كيف أحاطها الماء ،
ولا كيف اعتراها الدوار!


عمان 1984

قيد النشر:


يوميات الحلم المسروق ... قصص قصيره
من مقاعد المتفرجين .. مقالات في النقد السينمائي والمسرحي
الملائكةيدخلون بلاد الرماد .. . مسرحيه للاطفال
ميديا .. الا زلت لاتسمعين ؟! ( سيناريو فيلم سينمائي)
من مفكرة العاشق الاخير .... نثر